في مؤتمر المناخ (COP28) الأخير، التزم أكثر من 130 قائدًا عالميًا بإعطاء الأولوية للزراعة المستدامة وتعزيز نظم غذائية قوية ضمن إستراتيجيات المناخ. يأتي هذا الالتزام في ظل التوقعات بوصول عدد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، إضافةً إلى إدراك حقيقة أن الزراعة مسؤولة حاليًا عن حوالي ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا.
لذلك، تُعد الزراعة المستدامة أحد الحلول الفعالة لتعزيز الأمن الغذائي، وهو ما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي حددت إستراتيجيات لدعم تبني التقنية الحديثة، وتشجيع ممارسات الزراعة العضوية، وتطبيق تقنيات الحفاظ على المياه.
ينعكس التزامنا بالاستدامة في مختلف عملياتنا التشغيلية، ويتجلى ذلك في الأسمدة العضوية المنتجة من عمليات تحويل مخلفات الدواجن إلى فحم عضوي التي دمجناها في منشآتنا بمدينة حائل ضمن منظومة الإنتاج لدينا. إضافةً إلى نشاطنا المحلي، نمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين. في هذه المواقع، نركز على زراعة الأعلاف عالية الجودة لتغذية قطيع الألبان لدينا في المملكة، مع التزامنا التام بتطبيق أساليب الزراعة المستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق كفاءة الإنتاج.
تُعدّ ممارسات الزراعة المستدامة أساسيةً لتحسين جودة التربة، وامتصاص الكربون، ودعم الأمن الغذائي. فهي قادرة على استعادة إمدادات المياه، وتمكين التنوع البيولوجي، وتحسين مرونة الممارسات الزراعية.
في الأرجنتين، نجري تقييمات بيئية منتظمة على مزارع البرسيم لدينا ونراقب عن كثب استخدام الأسمدة والمبيدات بما يتوافق مع اللوائح المحلية.
في كاليفورنيا، نقوم بتبطين قنوات الري بالخرسانة لتقليل فقدان المياه. كما نحرص على أن تكون جميع القنوات معتمدة على الجاذبية ولا تحتاج إلى طاقة للضخ. ونفذنا برنامجًا للحفاظ على الأراضي، حيث يُترك 15% من الأراضي غير مزروعة في أي وقت لدعم تجديد التربة.
ندرك أن تبني ممارسات الزراعة المستدامة ليس مسؤولية جهة واحدة فحسب، بل يتطلب جهودًا جماعية وتعاونًا واسع النطاق. لذا، نحرص على دعم المزارعين الذين يمتلكون معرفة عميقة ببيئاتهم المحلية، ويشكلون القوة المحورية في تطبيق التقنيات الزراعية الصديقة للبيئة. في هذا الإطار، أنشأنا برامج تدريبية ومواد تعليمية لدعم برنامج 4H (المزارعون الشباب في أمريكا)، وهو مبادرة أطلقها المعهد الوطني للأغذية والزراعة التابع لوزارة الزراعة الأمريكية. يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل الشباب في مجال الزراعة من خلال مشاريع وتطبيقات عملية، مما يمكنهم من اكتساب المهارات والخبرات اللازمة. ويشكل دعمنا لهذا البرنامج ركيزة أساسية في ضمان أن الجيل القادم من المزارعين والخبراء الزراعيين يمتلكون الأدوات والمعرفة الضرورية لتحقيق النجاح في مستقبل الزراعة المستدامة.
الالتزام البيئي: لم تُسجل أي حالات عدم امتثال للقوانين واللوائح البيئية خلال عام 2024.
السلامة والصحة المهنية: حصلت جميع مواقعنا في الولايات المتحدة (فيكسبرغ - أريزونا، بلايث وكاليباتريا - كاليفورنيا) على شهادة SHARPs للصحة والسلامة.
في 16 مارس 2024، أعلنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست) وشركة المراعي عن إطلاق الاستراتيجية والهوية الجديدة لجائزة المراعي للابتكار العلمي، وذلك في إطار دعم الابتكار في الأمن الغذائي. تهدف الاستراتيجية، الموضوعة بالشراكة بين المراعي ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إلى تعزيز الابتكار في الأمن الغذائي بالمناطق القاحلة على المستويين المحلي والدولي، بما يتماشى مع التطلعات الوطنية وأولويات البحث والتطوير والابتكار، ومواجهة تحديات ندرة المياه والأمن الغذائي عالميًا.
أجرت منصة "مبادرة الزارعة المستدامة (SAI)" تدقيقًا داخليًا لمزرعة سان فيسينتي لتقييم عمليات التشغيل ومستوى الامتثال لمعايير الصحة والسلامة، مع تركيز خاص على ممارسات الزراعة المستدامة. غطى التدقيق الداخلي عدة مؤشرات رئيسية تتعلق بممارسات الزراعة المستدامة، شملت: جودة الهواء والانبعاثات، والتنوع البيولوجي، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والإدارة المتكاملة للآفات، وحماية المحاصيل وإدارة المغذيات، وإدارة التربة، واختيار وتكاثر المواد النباتية، بالإضافة إلى إدارة المجتمع وعمليات المزرعة.
أظهرت النتائج التطبيق الفعال للإجراءات في هذه المجالات، ذلك إلى جانب مستوى عالٍ من المسؤولية الإدارية، والالتزام بصحة وسلامة العاملين. بناءً على التحقق الذي أجراه المدقق من خلال عدة مراحل تقييم ومقابلات مع القادة، حصلنا على شهادة المستوى الفضي (SILVER) تقديرًا للتفوق التشغيلي والتزامنا بممارسات الزراعة المستدامة.
الهدف/ الغاية
التقدم
تعزيز الممارسات المستدامة في أراضينا الصالحة للزراعة بحلول عام 2025