يُعد قطاع الأغذية والمشروبات ركيزةً أساسيةً في الاقتصاد العالمي لما يقدمه من سلعٍ أساسية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، لكنه في الوقت ذاته يسهم في التغير المناخي، إذ تؤدي سلاسل التوريد والإنتاج المعقدة إلى انبعاثات كبيرة من غازات الدفيئة. بدءًا من الممارسات الزراعية التي تطلق غازي الميثان وأكسيد النيتروز، وصولًا إلى عمليات التصنيع والتبريد والنقل التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، إذ لكل جانب من جوانب الصناعة أثره الملحوظ على البيئة. وانطلاقًا من مسؤوليتنا البيئية وإيمانًا منَّا بالدور الحيوي للشركات في مواجهة الاحتباس الحراري، تبنّت المراعي نهجًا إستراتيجيًا يدمج الاستدامة في عملياتها التشغيلية، من خلال استراتيجيةالاستدامة 2019-2025 التي تركز على "حماية البيئة". وفي هذا الصدد، وضعنا خارطة طريق تفصيلية بأهداف واضحة وقابلة للقياس، تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة وتقليل الآثار السلبية على البيئة. تشمل جهودنا في هذا المجال زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية، والالتزام بجعل أنظمة التخزين البارد في مراكز البيع خالية تمامًا من مركبات الكلوروفلوروكربون (CFC)، إلى جانب مبادرات لتحسين كفاءة استهلاك الوقود، مثل: اختبار المركبات التي تعمل بالوقود البديل.
وضعت المراعي عدة مبادرات لخفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات، من أبرزها: التوسع في استخدام الطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية. ونسعى من خلال هذه الجهود إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة في قطاعات الإدارة والتصنيع والمبيعات والتوزيع والخدمات اللوجستية إلى 20% بحلول عام 2025. لتحقيق هذا الهدف، نعقد شراكات مع منتجي الطاقة العالميين لبناء منشآت للطاقة المتجددة داخل مواقعنا وتعزيز استخدامها ضمن شبكات الطاقة. ومنذ عام 2018، بدأنا في تركيب أنظمة توليد الطاقة الشمسية في عدة مواقع مع شراء مصادر طاقة متجددة إضافية، إلى جانب استكشاف تطبيقات مبتكرة، مثل استخدامها في تسخين المياه.
كما ندرك أن مواجهة مشكلة التغير المناخي تتطلب التركيز على تقليل استهلاك الطاقة وتحسين كفاءتها. لذلك، اعتمدنا مجموعة من المشاريع لتعزيز كفاءة الطاقة على مستوى عملياتنا، مثل: أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف الذكية (HVAC)، وتحسين العمليات التشغيلية، وتركيب معدات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. ومن أبرز إنجازاتنا في هذا المجال تنفيذ نظام مراقبة الطاقة (AEMS) عبر دول مجلس التعاون الخليجي (بما في ذلك المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت و قطر)، حيث تم ربط 75 موقعًا بالنظام، مما أتاح لنا تحليلًا أدق لاستهلاك الطاقة والاتجاهات المرتبطة به. ولتعزيز قدرتنا على اتخاذ القرارات المستنيرة، بدأنا مشروعًا لتحسين كفاءة استخدام البخار، كما أطلقنا مشروعًا تجريبيًا لتبريد المنتجات باستخدام أنظمة التبريد التبخيري في عمليات إنتاج الألبان والعصائر، حيث أظهرت هذه المشاريع توفيرًا كبيرًا في الطاقة.
اتخذت المراعي خطوة استباقية نحو تحقيق أهدافها في مجال الطاقة من خلال تشكيل لجنة الطاقة، والتي تضم فريقًا متعدد التخصصات يتمتع بخبرات في إدارة الطاقة. تتولى اللجنة مسؤولية وضع الأهداف وخطط الطاقة، والاستعداد للامتثال لمتطلبات ISO 50001، ومتابعة التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف 2025. ومن خلال التقييم المستمر لأنماط استهلاك الطاقة وتحديد فرص التحسين، تسعى اللجنة إلى تطبيق أفضل الممارسات لتعزيز كفاءة الطاقة في مختلف العمليات التشغيلية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل اللجنة على تسهيل تبادل المعرفة والتعاون بين الإدارات لضمان توافق الأهداف المتعلقة بالطاقة مع التزام المراعي الأوسع بالاستدامة وحماية البيئة. ومن خلال هذه المبادرة، لا نسعى فقط إلى تقليل بصمتنا البيئية الناتجة عن استخدام الطاقة، بل نعمل أيضًا على تعزيز ثقافة المسؤولية والتحسين المستمر داخل المنظمة.
تلتزم المراعي بنشر أفضل الممارسات في إدارة الطاقة بين موظفيها، وترسيخ ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة عبر جميع أنشطتها. ولتحقيق ذلك، هدفنا هو إنشاء مركز تميز للطاقة ليكون منصة لمشاركة المعرفة ودفع المبادرات نحو تحقيق أهدافنا الاستراتيجية ليكون منصة لتبادل المعرفة وتحفيز المبادرات الداعمة لأهدافنا الاستراتيجية. ترتكز إستراتيجيتنا في نشر ثقافة الطاقة على ثلاثة محاور رئيسية: رفع الوعي بين الموظفين حول أهمية كفاءة الطاقة، وتحسين الصيانة الدورية وضمان تشغيل المعدات بأعلى كفاءة، وتطوير العمليات باستمرار. كما نحرص على إشراك موظفينا من خلال تقديم ورش عمل تعليمية، وتأسيس أطر حوكمة، وتشجيع تبني أفضل الممارسات في القطاع. وقد نفذنا العديد من برامج التدريب داخل مركز التميز في الطاقة، مما أسهم في تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة لتطبيق إستراتيجيات فعالة في إدارة الطاقة، وتحسين أساليب المراقبة، وتعزيز تقنيات جمع البيانات وتحليلها وفقًا لاحتياجاتنا التشغيلية.
نحن مستمرون في تنفيذ برنامجنا للتوعية بالطاقة المسمى "جو جرين" في موقعنا في جدة (المملكة العربية السعودية) منذ عام 2021، بينما بدأ تطبيقه في موقعي الخرج وحائل منذ عام 2017. ويهدف هذا البرنامج إلى تثقيف الموظفين وتعزيز الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة من خلال استهداف استخدامات الطاقة الرئيسية لتقليل الاستهلاك عبر تحسين العمليات والحلول البديلة، إضافةً تشجيع الموظفين على المشاركة في الأنشطة المتعلقة بتوفير الطاقة.
تماشيًا مع التوجه العالمي نحو التنقل المستدام، نسعى إلى استكشاف واختبار المركبات العاملة بالوقود البديل ضمن أسطول مبيعاتنا، وذلك في إطار التزامنا الأوسع بتقليل بصمتنا الكربونية واعتماد حلول نقل أكثر استدامة. منذ عام 2021، بدأنا تدريجيًا إدخال الوقود الحيوي في أسطول مركباتنا المستخدمة لتوصيل المنتجات في الإمارات العربية المتحدة. كما أننا نتعاون مع مزودي الوقود الحيوي في المملكة العربية السعودية لإطلاق برامج تجريبية تهدف إلى تقييم جدوى وفوائد استخدامه، مع نية توسيع نطاق التطبيق ضمن عمليات التوصيل لدينا داخل المملكة. بالتوازي مع ذلك، نواصل تعزيز كفاءة استهلاك الوقود في مركبات المبيعات والتوزيع واللوجستيات، وذلك من خلال تحسين مسارات الرحلات باستخدام برمجيات متقدمة لتحديد المواقع العالمية (GPS) لتقليل المسافات المقطوعة، وإجراء صيانة دورية للمركبات لضمان الأداء الأمثل، بالإضافة إلى تدريب السائقين على تقنيات القيادة الموفرة للوقود.
في عام 2024، تمكنا من زيادة كفاءة استهلاك الوقود في مبيعاتنا وتوزيعنا وخدماتنا اللوجستية بنسبة 10%، وهو ما يتقدم بشكل كبير عن هدفنا لعام 2025.
كجزء من التزامنا بالاستدامة، نعمل على تقليل واستبدال الغازات المبردة الضارة مثل الكلوروفلوروكربون (CFC) التي تسهم إسهامًا كبيرًا في التغير المناخي. وقد أطلقنا مبادرات للحد من استخدامها وتقليصها واستبدالها حيثما كان ذلك ممكنًا. يشمل ذلك تحسين كفاءة نظام توزيع السلسلة الباردة لتقليل استخدامها، واستبدال مركبات الكلوروفلوروكربون ببدائل مثل مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFC) ومركبات الهيدروفلوروكربون (HFC)، التي تُعد أكثر فاعلية وتقلل من انبعاثات الاحتباس الحراري. تشمل جهودنا: برنامج استبدال تدريجي للغاز R22 (كلوريد الهيدروفلوروكربون) ببدائل مثل R404A (خليط من الهيدروفلوروكربون)، R134A (هيدروفلوروكربون)، R407C (خليط من الهيدروفلوروكربون)، وR407A (خليط من الهيدروفلوروكربون) في أنظمة التبريد بالمستودعات، والمركبات، وثلاجات التجزئة، بالإضافة إلى برنامج صيانة ومراقبة دقيق لاكتشاف أي تسربات ومعالجتها بسرعة.
نحن نعمل بنشاط على تقليل شحن أنظمة التبريد لتحقيق أهدافنا وخططنا المحددة. تعزز هذه التحسينات جهودنا لتقليل الفقد المحتمل للمواد المبردة. جميع تصميمات وتركيبات المستودعات الجديدة تتوافق مع أحدث التوصيات والمعايير من المعهد الدولي للتبريد (IIR) والجمعية الأمريكية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء (ASHRAE) لأنظمة التبريد ذات الشحن المنخفض. وبالنظر إلى النقاط المذكورة أعلاه، تم تصميم مجمدات مستودعاتنا الجديدة لاستخدام ثاني أكسيد الكربون كمبرد، وهو مبرد طبيعي.
ومن الجدير بالذكر أننا حققنا إنجازًا كبيرًا في تكنولوجيا التبريد لدينا. نحن نتبنى أحدث الاتجاهات والتقنيات، وجميع الثلاجات الجديدة تعمل الآن بمبرد R290، الذي له تأثير شبه معدوم على البيئة.
من خلال العمل المستمر على تطوير العمل مع موردينا واستبدال مكونات أنظمة التبريد ذات الأقل، نحن نحقق زيادة في كفاءة الطاقة وتقليل استهلاك الطاقة. على سبيل المثال، من خلال تقليل ضغط التفريغ بمقدار 1 بار، يمكننا تحقيق توفير في الطاقة بنسبة 1% على استهلاك طاقة الضاغط. كجزء من الممارسة القياسية داخل الشركة، نحن نبذل أيضًا مزيدًا من الجهود في توفير الطاقة من خلال استبدال الأضواء القديمة بأضواء LED أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نقوم بتحسين وتقليل استخدام المياه لأغراض التبريد، مما أدى أيضًا إلى تقليل استخدام المواد الكيميائية لمعالجة المياه.
جميع مخازن التبريد الخاصة بمبيعاتنا خالية من مركبات الكلوروفلوروكربون
زيادة بنسبة 16% في استخدام الطاقة الشمسية مقارنة بعام 2023.
انخفاض الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة بين عامي 2023 و2024 بنسبة 6% و19% على التوالي.
تقليل الانبعاثات الناتجة عن تسرب الغازات المبردة واستبدالها (بالطن المتري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون) بنسبة 45% مقارنةً بعام 2023.
خلال عام 2024، واصلنا في المراعي تنفيذ مبادراتنا وإستراتيجياتنا لتعزيز كفاءة الطاقة. ومن أبرز إنجازاتنا خلال العام خفض الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة بنسبة 6% و19% على التوالي مقارنة بعام 2023. ويعود هذا النجاح إلى: تحسين كفاءة الطاقة في عملياتنا وخدماتنا وأصولنا من خلال حلول مبتكرة لتحسين استهلاك الطاقة، ورفع كفاءة الأصول التشغيلية عبر مبادرات تستهدف تقليل الطلب على الطاقة. وذلك فضلًا عن تنويع مصادر الطاقة وزيادة استهلاك الطاقة النظيفة، خاصة الطاقة الشمسية التي أسهمت في تقليل الانبعاثات. بحلول عام 2024، ارتفع إجمالي استهلاكنا من الطاقة الشمسية إلى 89,564 كيلوواط ساعة، مسجلًا زيادة بنسبة 26% مقارنة بعام 2023. كما أحرزنا تقدمًا كبيرًا في خارطة طريقنا لتلبية متطلبات ISO 50001 والحصول عليها، ونعمل على تحقيق الاعتماد لجميع إداراتنا في التصنيع، المبيعات، التوزيع، والخدمات اللوجستية بحلول عام 2025.
تؤكد رعاية المراعي لمنتدى "الالتزام البيئي 2024" التزامنا المستمر بالاستدامة وحماية البيئة. أقيم المنتدى برعاية من معالي المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، وجمع أكثر من 40 خبيرًا دوليًا وإقليميًا من 10 دول مختلفة. شكّل هذا الحدث منصة لمناقشة أحدث التوجهات والاتجاهات المستقبلية في الممارسات البيئية المستدامة، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بتحقيق النمو الاقتصادي والتنويع بما يتماشى مع تطلعات المملكة.
الهدف/الغاية
التقدم
النقل والتبريد
استكشاف وتجربة مركبات تستخدم وقود بديل لأسطول نقل المبيعات لدينا بشكل مستمر
زيادة كفاءة الوقود في مركباتنا الخاصة بنقل المبيعات والتوزيع والخدمات اللوجستية بنسبة 10% بحلول عام 2025 (مقارنة بخط الأساس لعام 2018)
ستكون مخازن التبريد التابعة لمستودعات المبيعات لدينا خالية تمامًا من مركبات الكلوروفلوروكربون (CFC) بحلول عام 2025
الطاقة
تقليل استهلاك الطاقة في أقسام التصنيع والمبيعات والتوزيع والخدمات اللوجستية لدينا بنسبة 15% من خلال تطبيق تدابير الفعالية بحلول عام 2025 (مقارنة بخط الأساس لعام 2018)
زيادة استخدام الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة في أقسام الإدارة والتصنيع والمبيعات والتوزيع والخدمات اللوجستية لدينا إلى 20% بحلول عام 2025
الحصول على شهادة ISO 50001 لأقسام الإدارة والتصنيع والمبيعات والتوزيع والخدمات اللوجستية لدينا بحلول عام 2025